لا علاقة للخلافة بالتخلف والرجعية ، الخلافة هي شكل لنظام الحكم في الإسلام ، كأشكال الحكم الموجودة من ناحية كونها أنظمة حكم تسوس حياة الناس وتدبر شؤونهم ، لكن ليس في الاسلام شيء اسمه دين ودولة بل دين ينبثق عنه دولة ، يقول الحق جل وعلى "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " الانهيار الاقتصادي لا تنقذه إلا الخلافة بتحررها من الاستعمار الثقافي والاقتصادي من مصاص الدماء الغربي والشرقي المستعمر ، بتسخير ثروات البلاد للعباد لا للأمراء والملوك ، لا تصدقوا أن نهضة اقتصادية من الممكن أن تقوم على قروض البنك الدولي وصندوق النقد الربوية كما تفعل مصر وتونس الآن ! الخلافة هي كيان تنفيذي فقط لمجموعة المفاهيم التي تحملها الأمة والتي لا يقدر الفرد تطبيقها بصفته الفردية وهي ليست كيانا تشريعيا يأله الشعب بل يجعل التدبير للخالق المشرع الذي ضمن بتشريعاته سعادة البشر ورقيهم وسموهم اقتصاديا وفكريا واجتماعيا .. التخويف من الخلافة هو حملة مشوهة مسعورة يقودها الإعلام الغربي وابواقه في العالم العربي . الخلافة التي بشّر بها رسول الله ستعود كما وصفها في الحديث النبوي " ثم تكون خلافة على منهاج النبوة " أي خلافة راشدة بالعدل والقسط والزهد والاحسان وليست خلافة على منهاج بني العباس او امية او حتى عثمان ، خلافة فيها يحاسب مجلس الأمة الخليفة عن طريق محكمة المظالم ، ليس فيها ملكية ولا توريث كما يوهم المستشرقون السابقون والحاليون الناس ، الخلافة ستعود لتحمي ثقافة الأمة من التحريف والإضافة ، لا تعترف بديموقراطية الغرب المزيفة ولا تستسقي منهم شكل الحكم ونظامه اذ جعل الاسلام في شرعه تباينا لكل شيء " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين " وليس فيها استبداد وظلم اذا قلنا انا لا نريد الديموقراطية ، فالمحاسبة مضمونة وهي واجبة على الأمة ومجلس الامة حتى لو في حق الخليفة لكن ليست كما الديموقراطية التي لا تشبه الشورى حتى ، فأفعال الناس مضبوطة بالأحكام الشرعية وليس لهم فيها الحرية فليس فيها حرية لنجد ملحدا يدعو بين المسلمين الى عبادة المادة وليس فيها حرية شخصية لنجد شواذا يطالبون فيها بحقوقهم ، بكــل اختـصار لا حيـاة للأمة الا باستئناف حياتها الإسلامية بكيان يوجدها حقيقة على الأرض ويغيّر خارطة العالم من جديد على منهاج النبّوة لمن يخافون حكم الإسلام
3:37 م